لقد ساعدت النظم الحاسوبية والتكنولوجيا البشر على القيام بعدد لا يحصى من المهام منذ أن تم أكتشافها. وتهيمن هذه النظم والتكنولوجيات على الأدوات التي يستخدمها الباحثون والعلماء لإيجاد لقاح وعلاج لجائحة فيروس الكورونا المستجد، كما هو الحال في العديد من الأبحاث لتحسين نوعية حياة البشر. ومع أن سلبيات إنتشار فيروس كورونا المستجد مفزعة ومحزنة في الغالب، حيث خسارة الأرواح لا تعوض، بالإضافة إلى الحجر الصحي المنزلي وتوقف التعليم والسفر وشكل الحياة كما نعرفها، إلا أن وجود هذه الأدوات ساعدنا في عدة نواحي إضافية لنتعايش مع هذه الأزمة العالمية.

Photo by Andrea Piacquadio from Pexels
إحدى هذه النواحي هي العمل من المنزل. حيث أن العديد من الأشخاص حول العالم من الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية يستطيعون تكييف ظروف عملهم عن طريق حواسيبهم المحمولة والانترنت. مما يساهم في تسهيل التباعد الإجتماعي لتقليل الإختلاط، إضافة إلى ضمان أن لا يضطر هؤلاء الأشخاص إلى ترك عملهم وإعطائهم الفرصة العناية بأطفالهم خاصة في ظل توقف الدراسة المنتظمة.
سهلت تطبيقات التواصل الإجتماعي والهواتف الذكية الحياة على الكثير من البشر في خضم هذه الأزمة. فقد ساهمت في مواقع التواصل الإجتماعي في إيصال الرسائل الحكومية للشعوب وبخاصة التوعوية منها عن ماهية هذا الوباء وكيفية الوقاية منه. كما سنحت الفرصة للأشخاص المعزولين بملئ أوقات فراغهم والتحدث مع عائلاتهم وأحبائهم بسهولة مما يخفف عنهم خلال فترة العزل. ومن أهم أستخاماتها هي تسهيل خدمات توصيل الحاجيات إلى المنازل كي لا يضطر الأشخاص لترك منازلهم للتبضع وإيجاد الصيدليات القريبة المناوبة.
وأستخدمت بعض الدول، مثل الأردن، التعليم عن بعد حيث تقوم ببث حصص مدرسية متلفزة. وهذه ناحية إيجابية كي لا ينقطع الأطفال عن التعلم مما له من آثار نفسية وإجتماعية عليهم. وقامت جامعات عديدة في الولايات المتحدة بإعتماد فكرة التعليم عن بعد حيث يسلم الطلبة مشاريعهم ويقومون بإمتحاناتهم عبر موقع الجامعة أو برمجيات مخصصة لهذا الغرض.

Via Pixabay
وفي بعض البلدان كالإمارات، إتخذ أستخدام التكنولوجيا منحى أكثر تطورا. فقد أستخدمت الإمارات العربية المتحدة طائرات بدون طيار للقيام بتعقيم الشوارع عن طريق رش المعقمات ما بين الساعة الساعة الثامنة مساءا إلى السادسة صباحا وهي أوقات حظر التجول. وفي الصين، قامت شركة يويبوت بتطوير روبوت يعمل على تعقيم غرف المسشفيات بإستخدام الأشعة فوق البنفسجية التي بحسب خبراء تقضي على العديد من الميكروبات والجراثيم. من الجدير بالذكر أن هاتان التقنيتان يوفران الوقت والجهد وتقليل تعريض الكوادر البشرية للعدوى.

Via Pixabay
وأنتشرت في بداية الأزمة ماسحات حرارية في المطارات، لمسح حرارة القادمين بشكل جماعي. ومع أن هذه التقنية كانت ناجحة في إكتشاف بعض الحالات، إلا أن هذه التقنية لم تكن فعالة بشكل واسع حيث أن بعض الأشخاص كانوا حاملين للمرض ولكن الأعراض لم تكن تظهر عليهم والبعض قد أستخدم أدوية خافضة للحرارة ولم يتم إكتشافهم عبر هذه الماسحات.
ويبقى الوعي الإنساني هو الأساس في مجابهة هذه الجائحة. حيث أن العديد من الوسائل المتوفرة بين إيدينا اليوم لم تكن متوفرة خلال العديد من الأوبئة التي إجتاحت العالم. فقد حصد فيروس كورونا الذي ظهر في أواخر عام 2019 أرواح أكثر من 214 ألف شخص حول العالم وأصاب أكثر من ثلاثة ملايين لذا على الجميع التعاضد لمكافحة هذا الفيروس وتطبيق أسس الصحة والسلامة العامة.