في مبادرة إيجابية للتصدي لفيروس كورونا المستجد، قام الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بالإضافة إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيسة سنغافورة حليمة يعقوب وساهل وورك زيودي من إثيوبيا ولين مورينو غارسيس من الإكوادور في كتابة مقال لجريدة الفاينانشيال تايمز في 31 من آذار (مارس) 2020.
هذه المقالة التي حملت عنوان “خمسة من قادة العالم: لا وقت للمعارك الجيوسياسية”، أكدت على أهمية التعاون لمحاربة لجائحة فيروس الكورونا المستجد. حيث شددت على أن الأولوية الأولى هي لإنقاذ الأرواح والتحرك السريع لإيجاد الحلول. وذكرت المقالة إنه بغض النظر عن إغلاق الحدود، على العالم تعزيز التضامن وتبادل المعرفة. وأقترح القادة في هذه البادرة تكوين تحالف من ضمنه مجموعة البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والصليب الأحمر والهلال الأحمر، وشركات الأدوية من القطاع الخاص وغيرهم.
أوضحت هذه المقالة أهمية التعاون بين الدول بشكل خاص والبشر بشكل عام للتغلب على هذا الوباء. ومن الجدير بالذكر أن الكثير من البلاد تواجه تحديات عدة من النواحي الصحية ومحاولة إنقاذ أرواح مواطنيها في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي. تخطى عدد الإصابات بهذا الفيروس السريع الإنتشار حاجز مليون إصابة عالميا وتسبب في أكثر من 48 ألف وفاة. لكن بادرة كهذه، تشمل عدد من قادة العالم من قارات مختلفة، توحي بوجود الإرادة والعزم لديهم لتوحيد جهود بلادهم وبدء تحالف عالمي لتغليب المصلحة البشرية على أي من الإختلافات. فقد ذكر المقال أن العالم قد هزم السل والجدري والإيبولا والإيدز من قبل، وأن تنسيق الجهود العالمية سيساهم في هزم هذا الوباء إيضا.
في الظل التخبط العالمي الحالي لمواجهة عدو خفي وغير معروف، يشكل هذا المشهد مظهرا إنسانيا مبشرا. فقد أثبت الواقع أن لا دولة قادرة على مواجهة هذا التحدي لوحدها، بغض النظر عن مواردها المادية. ويبقى الإنسان هو المورد الوحيد في إيجاد الحل وإعادة الحياة إلى شكلها المتعارف عليه، لا بل قد يشكل هذا الخطر العالمي نقطة نظام للبشرية لإعادة التفكير في كيفية التعامل على المستوى الشخصي والدولي. إن هذا الفيروس أثبت أن الإنسان من أي عرق أو دين أو مكان في العالم هو إنسان وأن الحل الوحيد هو في التعاضد وتوحيد الجهود، فعلى قدر أهل العزم العزائم.