
يمثل البرتقال الفاكهة الأكثر إنشاراً في ولاية فلوريدا، لكن بين الطقس الشديد ومرض حمضيات واسع الانتشار في ولاية الشمس، فإن الفاكهة فشلت في إنتاج نفس الكمية التي تم إنتاجها في السنوات الماضية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
في وقت سابق من هذا الشهر، توقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن تنتج فلوريدا 16 مليون صندوق من البرتقال يزن كل صندوق 90 رطلاً، وهو انخفاض بنسبة 61% مقارنة بالموسم الماضي عندما تم إنتاج 41 مليون صندوق. وقد ارتفعت أسعار الأغذية بنسبة 9.9% في عام 2022، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية، وفي وقت سابق من هذا العام توقعت الوكالة أن يزيد ذلك إلى 7.1%.
بعد شهور من الصدمة في المتاجر وشكاوى المستهلكين بشأن الأسعار المرتفعة لمنتجات مثل البيض، أصبح عصير البرتقال مصدرًا آخر للمعاناة. ارتفعت أسعار عقود عصير البرتقال - عقود الشراء والبيع- بشكل مضاعف تقريبًا خلال العام الماضي إلى 2.32 دولار للرطل، مما أدى إلى زيادة الأسعار في المتاجر.
وفي حين كانت فلوريدا هي المورد لعصير البرتقال في الولايات المتحدة، إلا أن البرازيل تتصدر كأكبر مصدر للصادرات العالمية لعصير البرتقال. حيث أرتفعت شحنات البرازيل بنسبة 58% حتى الآن هذا الموسم، وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرج.
وكانت مزارع الحمضيات وسط فلوريدا قد تضررت بشدة بعد أن ضرب الإعصار إيان مزارع الحمضيات في أيلول الماضي، مما أدى إلى تعثر الإنتاج والعائد. جاء ذلك بالإضافة إلى الظروف الجوية القاسية مثل الصقيع وتفشي مرض حمضيات يسمى "تفحم الحمضيات"، الذي أثر أيضًا على بعض منتجي عصير البرتقال. ووفقًا لخدمة التفتيش الزراعي والنباتي لوزارة الزراعة الأمريكية، يعتبر "تفحم الحمضيات" أحد أخطر أمراض نباتات الحمضيات ولا يوجد له علاج، ينتشر عن طريق حشرة مصابة بالمرض، ويتسبب في إنتاج ثمار خضراء ومريرة، ولا يمكن استخدامها للبيع كثمار طازجة كاملة.
وتعتبر هذه الصعوبات تحذيرًا لصناعة البرتقال في فلوريدا، حيث تواجه تحديات مستمرة في الحفاظ على مواردها الطبيعية ومناخها المتقلب. وبالرغم من الأمطار الغزيرة التي تهطل على فلوريدا، فإن المياه الملوثة والطقس المتطرف ومرض تفحم الحمضيات هي عوامل قوية تؤثر على إنتاج البرتقال في الولاية.
ومع ذلك، فإن بعض الشركات والمزارعين يعملون على تحسين صناعة البرتقال في فلوريدا من خلال تطوير مزارع حمضيات مستدامة واستخدام تكنولوجيا حديثة لتحسين إنتاجية الأشجار. كما تقوم بعض المنظمات بتحفيز الزراعة العضوية والزراعة بدون استخدام المبيدات الحشرية والكيماويات الزراعية الأخرى، مما يؤدي إلى إنتاج برتقال طبيعي صحي وجيد النكهة.
على الرغم من التحديات التي تواجهها صناعة البرتقال في فلوريدا، إلا أن هذه الصناعة لا تزال تشكل جزءًا أساسيًا من اقتصاد الولاية، وتعد أحد رموزها المشهورة في جميع أنحاء العالم.